هل الحضور الرقمي ضرورياً لك؟

بالأمس، قدّمت ورشة حول الحضور الرقمي لأعضاء مجتمع واو، وهو مجتمع رقمي يهدف إلى تطوير مهارات الكتابة، ويشرف عليه الصديق عبدالله بن عمر. أسعد بكوني عضواً في هذا المجتمع.

في بداية اللقاء، طرحت سؤالًا: "هل الحضور الرقمي ضرورياً لك؟ ولماذا؟" كانت الإجابة بالإجماع نعم، مع تعداد أسباب تؤكد أهمية هذا الحضور.

اليوم، سأعزز هذا الإجماع من خلال استعراض بعض الدراسات الصادرة عن كبرى المؤسسات العالمية، التي تؤكد أن الحضور الرقمي أصبح ضرورة لا غنى عنها، فلم يعد مقتصرًا على الشركات الكبرى أو الشخصيات العامة، بل بات مطلبًا أساسيًا حتى للأفراد، خاصة فيما يتعلق بفرص العمل وبناء السمعة.

وفقًا لدراسة أجرتها فوربس يقوم 92% من مسؤولي التوظيف بإجراء بحث عن حسابات التواصل الاجتماعي للمرشحين، وتدعم هذه الإحصائية دراسة أخرى من Job Hunt تشير إلى أن 70% من مسؤولي التوظيف رفضوا مرشحين بناءً على المعلومات التي وجدواها عبر الإنترنت.

ربما تكون واحدًا من بين الكثيرين الذين أرسلوا سيرتهم الذاتية، ولم يتلقوا ردًا، وذلك بسبب الانطباع الذي كُوِّن عنك من خلال مراجعة حساباتك على وسائل التواصل الاجتماعي

الحضور والنقاشات على الإنترنت لا تقتصر على الموضوعات المهنية فقط. وفقًا لدراسة من مجلة العلوم الأمريكية فإن 65% من نقاشاتنا تدور حول قصص وتجارب أشخاص نعرفهم أو نتفاعل معهم على منصات التواصل الاجتماعي.

فكر في الأمر، قد تكون خلال اليومين الماضيين تحدثت عن منشور أو نشاط قام به شخص تتابعه على وسائل التواصل.

ولا يقتصر العائد من الحضور الرقمي على الفرد فقط، الشركات أيضًا تستفيد من ذلك، وفقًا لإحصائية أخرى من فوربس، 82% من الأشخاص يثقون أكثر بالشركات التي يظهر فريقها على مواقع التواصل.

هذا يوضح أهمية إظهار الجانب الإنساني للشركة من خلال فريق العمل، مما يعزز ثقة العملاء وولائهم، ويزيد من نسبة تحويل العملاء المحتملين إلى عملاء فعليين.

الحضور الرقمي هو أكثر من مجرد نشر عبر الإنترنت؛ إنه عملية بناء سمعة وصورة متكاملة، من الضروري أن يكون لديك حضور إيجابي يعكس شخصيتك وقيمك، ولا تكتفِ بالتواجد فقط، بل اعمل على تقديم محتوى ذا قيمة، وكن واعيًا بتأثير كل منشور على الصورة الذهنية التي يبنيها وينقلها الجمهور عنك.