لكي تُحلّق… عليك أن تقاوم!
هل سمعت يومًا قصة الرجل الذي وجد شرنقة فراشة، وجلس يراقبها وهي تحاول الخروج؟
راقبها طويلًا، حتى تعب قلبه من رؤيتها تعاني، فأمسك بمقص صغير، وشق فتحة أكبر ليساعدها.
خرجت الفراشة بسهولة… لكن جناحيها كانا ضعيفين، منتفخين، عاجزين عن حملها.
انتظرها أن تطير…
لكنها لم تطِر أبداً!
لأن ذلك العناء، تلك المقاومة، كانت ضرورية لدفع السائل من جسدها وتقوية جناحيها.
بغير مقاومة الشرنقة… لا تكتمل القوة.
وبغير تلك القوة… لا تُحلّق.
وأنت… كم مرة شعرت أن الطريق طويل، متعب، أن العائد قليل، أن ما تبذله لا يعود كما تمنيت؟ كم مرة قلت في نفسك:
كل هذا الجهد… وهذه هي النتيجة؟!
كم مرة قارنت أرقامك بأرقام غيرك، فبدا لك أنك متأخر؟
الحقيقة…
أن هذه المرحلة هي الشرنقة.
هذه الأرقام الصغيرة، العائد البسيط، الجمهور المحدود…
ليست دليل الفشل، بل دليل البداية.
الشرنقة لا تُفتح من الخارج.
لا أحد يستطيع أن يخرجك منها بيده.
لا صديق، ولا خبير، ولا إعلان ممول، ولا منشور "فيرال".
هي معركة لا بد أن تخوضها بجهدك، وصبرك، ومثابرتك.
الحرية المالية، بناء مشروعك المستقل، تحويل خبرتك إلى مصدر دخل…
ليست قفزة، بل صعود تدريجي.
في البداية، تبنى المعرفة.
ثم تبني الثقة.
ثم تبني التجربة.
ثم تبني القيمة.
ثم يأتي من يدفع ليأخذها منك.
لكن كثيرين يتوقفون في منتصف الطريق…
يتوقفون حين يرون الأرقام الصغيرة، العائد الضعيف، حين يشعرون أن الطريق أطول مما ظنوا.
ينسون أن هذه اللحظات، هذه المقاومة، هي ما يقوّي جناحيهم قبل التحليق.
تريد أن تبيع منتجًا معرفيًا، أو دورة، أو استشارة؟ اعلم أن أول عشرة زبائن سيأتون بجهد مضاعف.
أول مبلغ ستربحه، سيبدو صغيرًا أمام ما بذلته.
لكن كل خطوة، كل محاولة… تزيد قوة جناحيك، حتى يأتي اليوم الذي تحلّق فيه عالياً، ويكون العائد أكبر بكثر من الجهد المبذول.
إن أكبر كذبة في عالم العمل الحر…
أن النجاح سهل وسريع.
النجاح الحقيقي بطيء.
يحدث بهدوء، بينما أنت تعمل في صمت، تُتقن، تُجرب، تُخطيء، تُعيد المحاولة.
وحين ينظر إليك الناس لاحقًا، يظنون أنك طرت فجأة… لكنهم لم يروا الشرنقة.
الفراشة التي لا تقاوم شرنقتها… لا تطير أبدًا.
ومن لا يقاوم مخاض البدايات… لا يتحرر أبدًا.
التعليقات
لا يوجد أي تعليقات لعرضها.
تسجيل الدخول