البدء من ورقة وقلم

عندما تكون مبدعًا في مجالك، تتدفق الأفكار بسرعة كبيرة وكمٍّ هائل، مما يجعل عقولنا في حالة تشتت وعدم انتباه، وهذا يترك مساحة ضئيلة لالتقاط الأفكار الجديدة.

في عالم صناعة المحتوى والمعرفة، يصبح هذا التحدي أكبر، خصوصًا إذا كنت تستخدم تطبيقات التدوين والتخطيط أو جداول البيانات.

صدقني، من خلال تجربتي، يمكن أن تضيف هذه الأدوات الفوضى بدلاً من التنظيم إذا بدأت بها.

لذلك، لا يزال للكتابة بالقلم تأثير كبير في فهمنا ووضوح تفكيرنا، وتركيزنا على ما نرغب في التعبير عنه.

إضافةً إلى الكتابة، فإن الخربشات والرسوم والعلامات التي نملأ بها الورقة حول النصوص، بينما تنضج الفكرة في عقولنا، أفضل بكثير من الإشعارات والمشتتات الرقمية، وهذا يعزز من مستوى تركيزنا، ويجعل الأفكار تتدفق بشكل طبيعي، ويحفز الخيال للعمل بكامل طاقته.

لذلك، أجد أن التعبير الحر غير المنظم بصورة مثالية هو الطريقة الأمثل لالتقاط الأفكار الخلّاقة.

أخصص وقتًا للكتابة بحرية باستخدام ورق بدون أسطر أو ورق منقط لرسم وتكوين الأشكال إلى جانب الكلمات، كما في نموذج ورقة الملخصات والملاحظات الخاصة بمجتمع سرد، حيث أكتب كل الأفكار التي تخطر على بالي، وأرسم ما يحلو لي من أشكال أثناء تطوير ما يدور في عقلي من أفكار.

التخطيط بالقلم يمنحني شعورًا بالتحرر، ويساعدني على التخلص من القلق والتشتت.

بعد الانتهاء، أراجع هذه الأفكار، وأرتب النقاط المهمة في قائمة مهام بسيطة، ثم أنقلها إلى تطبيقات التخطيط والمتابعة.

قديمًا، كنت أحتفظ بكل هذه الأوراق مكدسة في أدراج مكتبي حتى تأتي اللحظة التي أقوم فيها بترتيب المكتب وتمزيقها كاملة.

الآن، من أجمل اللحظات، إعدام الورقة مباشرة في ماكينة التمزيق لتتحول إلى قصاصات، بعد إنهاء المهمة والإفراج عن الأفكار الجديدة.

بعد ذلك، أسحب ورقة جديدة، وأكرر العملية كلما شعرت أن العقل مكدس ومشتت بالأفكار.