الأعمال العظيمة ثمرة جهود صغيرة متراكمة
في العاشر من ديسمبر 1987 ولدت حركة حماس، وبعد ثمانية أيام ولدت أنا.
ومنذ ذلك الحين، ظلت القضية الفلسطينية حاضرة في حياتي وذاكرتي، منذ بدأ الأطفال والشباب الفلسطينيون في مقاومة الاحتلال بالحجارة والمقاليع، مدفوعون بالإصرار والغضب.
ما زالت في ذاكرتي تلك اللحظات، حيث تتعالى الضحكات وتملأ السعادة الأجواء، بينما نشاهد الجنود يفرون هربًا من الحجارة التي يلقيها الأطفال عليهم.
عكست هذه المشاهد جوهر انتفاضة الحجارة الأولى، التي جسدت رفض الاستسلام رغم الموارد المحدودة.
ومع مرور الوقت، أدرك الفلسطينيون أن الحجارة وحدها لا تكفي، فبدأت المقاومة في تطوير أساليب جديدة، مثل تصنيع المتفجرات محلية الصنع والأسلحة المصنعة محلياً.
في بداية عام 2001، طُوِّرت صواريخ محلية بسيطة في قطاع غزة، مع أنها لم تكن فعالة من الناحية العسكرية، إلا أنها رمزت للإصرار والتحدي.
ومع مرور الوقت، تطورت هذه الصواريخ من حيث الدقة والمدى، حتى أصبحت قادرة على استهداف كامل الأراضي المحتلة.
في السابع من أكتوبر من العام الماضي شهدنا تطوراً كبيراً واختراقاً عظيماً، حين تسللت المقاومة في غزة عبر الجدار الفاصل، ودخلت إلى الأراضي المحتلة بعشرات الجنود تحت غطاء الصواريخ القصيرة والطويلة المدى والقوات المظلية وهجوم سيبراني متزامن.
هذا الإنجاز لم يتحقق بين ليلة وضحاها، بل كان ثمرة 36 عامًا من العمل الدؤوب والإبداع في ظل الاحتلال والحصار.
يمكن لهذه القصة أن تعلمنا مئات الدروس والقيم، ولكن الدرس الأهم الذي نتعلمته منها هو أن "الأعمال العظيمة هي ثمرة جهود صغيرة متراكمة".
كل فكرة مهما كانت بسيطة، تضيف إلى أخرى، وتقودنا إلى رؤية عظيمة، وتهيئ الطريق نحو معرفة أعظم ونجاح أكبر، تماماً كما بنت الحجارة الأولى قوة وشجاعة المقاومة التي نراها اليوم.
التعليقات
لا يوجد أي تعليقات لعرضها.
تسجيل الدخولمقالات أخرى

لكي تُحلّق… عليك أن تقاوم!
هل سمعت يومًا قصة الرجل الذي وجد شرنقة فراشة، وجلس يراقبها وهي تحاول الخروج؟راقبها طويلًا، حتى تعب قلبه من رؤيتها تعاني، فأمسك بمقص صغير، وشق فتحة أكبر ليساعدها.خرجت الفراشة بسهولة… لكن جناحيها كانا ض
06/05/2025
لا أحد يملك حسابًا حقيقيًا
كل ما تراه هنا… صورة مقصوصة، لحظة منتقاة بعناية، مشهد جرى ترتيبه بإتقان خلف الكواليس.الخوارزمية لا تمنحك الحقيقة، بل تبيعك نسخة محسّنة من الحياة… نسخة تعلّم صاحبها كيف يُظهرها للعالم، لا كيف يعيشها لن
05/05/2025
البدء من ورقة وقلم
عندما تكون مبدعًا في مجالك، تتدفق الأفكار بسرعة كبيرة وكمٍّ هائل، مما يجعل عقولنا في حالة تشتت وعدم انتباه، وهذا يترك مساحة ضئيلة لالتقاط الأفكار الجديدة.في عالم صناعة المحتوى والمعرفة، يصبح هذا التحد
21/10/2024