تجربة فاطِمة في الحضور الرقمي

رسالة اليوم ستكون مختلفة، حيث لم أكتبها بنفسي، بل كتبتها فاطمة غراب، إحدى خريجات برنامج الحضور الرقمي، تروي فيها تجربتها مع البرنامج، وتقول:

في أواخر شهر إبريل الماضي، التحقت ببرنامج الحضور الرقمي من باب الفضول المعرفي وفهم كواليس عالم المنصات الرقمية، دون أي تطلعات أو أهداف شخصية واضحة المعالم، فقط جذبني المحتوى المعروض، ووجدت أنها تجربة تستحق الخوض لذاتها، فقلت لنفسي: لِمَ لا؟

لكن شتان شتان ما بين قبل وبعد!

بدأ البرنامج، ومع كل لقاء كانت تترسخ لدي قناعة أن هذا العالم لا يلائمني، وأني بعيدة عنه كل البعد، ولا أجده معبرا عني، ومع هذا كنت سعيدة بالثراء المعرفي والتجارب النافعة التي حصلت عليها من خلاله، وكانت هذه النتيجة كافية ومُرضية بالنسبة لي.

لكن سحر هذا البرنامج أنه لا يتركك أسير ظنونك، بل يقطع الشك باليقين باختبار الحقائق، ومهما حاولت التملص أو الهروب بحجج واهية، فإنه سيكشف لك المخبوء ويواجهك بما لديك من إمكانات ومهارات مُعطَّلة، فيجعل المستحيل ممكنا، وما كنت أظنه بعيدا جدا عني وأقرب إلى الخيالات، صار حقيقة واقعة.

أول ما ستحظى به في هذه الرحلة أنك ستتعرف على نسخة أخرى منك، تعيد فيها تعريف ذاتك وفق ما حباك الله به من ملكات وقدرات، لتقف على أرض صلبة تحدد بها مبتغاك.

أما مادة البرنامج فهي غاية في الثراء، ومع هذا فقد أخرجها المدرب في قالب مبسط ومنظم وتفاعلي، يستحثك دوما على التفكير، ويفتح لك آفاقا أرحب، فيرسم لك معالم الطريق بخطوات عملية تلائم وسعك، وهو ما ينبئ بأنه صاحب خبرة عريضة في مجاله، وهو في كل ذلك متعاون ومعطاء إلى أقصى حد، ويبذل وسعه في استخراج أفضل ما عندك، فيذلل أمامك كل العقبات، ويمدك بالمعرفة والأدوات اللازمة لتفعيل قدراتك وإثرائها والعمل بها، فلا يترك لك ما تتعلل به، وهذه مواجهة لازمة واختبار لا مناص منه كي تكون على بصيرة من نفسك.

وأكثر ما أعجبني في البرنامج تلك المرونة التي تسمح لك أن تُشكِّل رحلتك الخاصة وفق مبادئك وقناعاتك، واضعا قواعدك التي ترتضيها، وهو مع هذا يسعى لدعمها بأفكار تنفع وتثمر، فيمنحك الحرية لتكون أنت، محافظا على أصالتك وبصمتك الخاصة!

لعلك بعد هذا تظن أن الطريق ممهدة ومفروشة بالورود، ولأصدقك القول فليس الأمر كذلك، ولا تظنن أن ثمة تغييرا سيحدث من تلقاء نفسه دون بذل الجهد والصبر والمصابرة، بل ستحتاج إلى أن تكون جادا وصادق العزم، وأن تعيد ترتيب أوراقك، وستعاني مشقة وثقلا أول الأمر كما يحدث معي الآن، لكني أثق أن صدى هذا النَّصَب سيؤول بك إلى الخير، وستلمس جانبا من ذلك حين تدرك أنك تقطع دروب الحياة وقد تركت فيها أثرا نافعا فيما هيَّأه الله لك.

كنت قد دخلت البرنامج بلا رؤى أو رغبات جامحة، وربما كان هذا عاملا جعلني أستقبل المادة المطروحة برحابة دون تقييد أو شعور بالتأطير لما ينبغي أن أكون عليه، لكني خرجت منه وأنا أخطو أولى خطواتي في مضمار النشر الرقمي، ويبدو لي أن الطريق ما زال طويلا، لأنها رحلة حياة أكثر منها مجرد برنامج تدريبي.

فإذا كان هذا حالي وقد التحقت بالبرنامج على غير هدى، فتخيل كيف سيكون أثره عليك إن كنت صاحب هم ورؤية ولك باع في تخصصك تود أن يبلغ الآفاق؟

لا شيء يعدل الاستثمار في العلم والمعرفة، خاصة إذا كان فيما سيؤهلك ويضعك على طريق النفع، لتنطلق في رحلة نحو الإبداع!

لذا؛ استثمر في ذاتك، فما لديك يستحق!

التعليقات

لا يوجد أي تعليقات لعرضها.

تسجيل الدخول