الكتابة وعاء الأفكار

أعتقد أن لا شيء في هذا العالم يضاهي قوة وسرعة تدفق الأفكار في خلايا العقل البشري، فهي كنهر هادر مليء بالخير والنفع.

كصياد ماهر دائماً ما يعود لبيته برزق وفير، فإن أهم ما أحتاج إليه هو الأدوات المناسبة وعلى رأسها سنار مدبب وحاد، وبالمثل لا يوجد أفضل من شحذ القلم والبدء في الكتابة لاصطياد الأفكار المتدفقة في العقل.

ومع أن الكثيرين مثلي يخشون الكتابة، إما لاعتقادهم أن أفكارهم غير جديرة بالمشاركة أو لخوفهم من عدم القدرة على التعبير إلا أن هذه المخاوف طبيعية جداً، وستظل ملازمة لك، وإن قرأت يوماً اسمك على أغلفة الكتب الأكثر مبيعاً حول العالم.

الكلمات الأولى غالباً ما تكون غير مناسبة، وتحتاج إلى إعادة الصياغة مراراً وتكراراً للوصول إلى الفكرة المثالية والمعنى الدقيق والتعبير المناسب، ولن تكتشف جودة وصحة أفكارك ما لم تشاركها وتناقشها مع غيرك.

سأخبرك شيئاً، يؤكده كل ممارس للكتابة، معظم الأفكار التي نذكرها في مقال أو منشور هي تلك التي فكرنا فيها خلال عملية الكتابة، وإذا كان لدينا أفكار واضحة في أذهاننا، يمكن دائما أن نعرف أكثر عنها من خلال كتابتها.

جرب اليوم أن تكتب في موضوع لديك فهم ودراية كاملة به، وسوف تكتشف أنك لم تكن تعرفه بعمق، فتحويل الأفكار إلى كلمات هو اختبار حقيقي لمدى فهمك ومعرفتك بما تكتب عنه.

لكن.. تذكر دائماً قبل أن تملأ الدنيا بمقالاتك ومنشوراتك..
تحويل الأفكار إلى كلمات ليس ضماناً لصحتها، ولكنه خطوة أساسية لفهمها بشكل أعمق وتقديمها للآخرين بشكل أكثر وضوحاً وتأثيراً.